أخبار محلية

مشائخ يتحدثون لصحيفة “حجة برس”: القبيلة اليمنية درع الجمهورية وحصنها المنيع عبر التاريخ

استطلاع فريق التحرير:

لطالما كانت القبيلة اليمنية الحصن المنيع في الدفاع عن النظام الجمهوري ومكتسباته، وكانت على الدوام الرافد الأساسي للحركات الوطنية التي تصدت للمشاريع الإمامية قديماً وحديثاً. يؤكد مشايخ ووجهاء محافظة حجة أن القبيلة تظل الركيزة الصلبة لاستقرار الوطن وإسقاط مشاريع الإمامة ومواجهة التحديات التي تهدد الهوية اليمنية والجمهورية.

القبيلة.. حائط الصدّ المنيع ضد الإمامة

في هذا السياق، يؤكد الشيخ محمد يحيى أبو هادي، عضو مجلس الشورى، أن القبائل اليمنية كانت ولا تزال في طليعة القوى المدافعة عن الجمهورية، مقدمةً التضحيات الجسام من أجل حرية الشعب وكرامته. وأضاف:

“لقد أثبت التاريخ أن القبائل اليمنية كانت الرافد الأول للثورات الوطنية، بدءًا من ثورة 26 سبتمبر المجيدة، مرورًا بثورة 14 أكتوبر، ووصولاً إلى المرحلة الحالية، حيث تواصل القبائل دورها البطولي في مساندة الجيش الوطني ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، دفاعًا عن الهوية اليمنية وقيم العدالة والمواطنة المتساوية.”

وأكد أبو هادي أن مشروع الإمامة لن يجد له موطئ قدم في يمنٍ حرٍ أبي، مشددًا على أن تضحيات أحرار القبائل ستظل شعلة تنير درب الأجيال نحو مستقبلٍ تسوده العدالة والحرية والكرامة.

القبيلة.. المرتكز الأساسي للاستقرار والحكم

من جهته، أوضح الشيخ خالد يحيى ذويد، مسؤول مصلحة شؤون القبائل في محافظة حجة، أن القبيلة اليمنية تُعد المرتكز الأساسي لنجاح الحكم والاستقرار في البلاد، إذ تشكل نسيجًا اجتماعيًا متماسكًا يحمل قيم التضامن والتكاتف، مما جعلها صمام الأمان أمام أي محاولات لزعزعة الأمن الوطني. وأشار إلى أن أعداء الوطن والجمهورية يسعون دائمًا إلى إضعاف القبيلة عبر زرع الخلافات وبث الفرقة بين أبنائها.

وأضاف ذويد:

“رغم المحاولات المستمرة لإضعاف القبيلة، تظل حجر الزاوية في المجتمع اليمني، بفضل أعرافها وقيمها الراسخة التي تعزز مفاهيم العدالة والمساواة. ومع تصاعد المخاطر التي تهدد الهوية اليمنية، برزت القبيلة في طليعة المواجهة ضد المشروع الحوثي، الذي يسعى إلى فرض نظام قائم على الطبقية والتمييز العنصري والطائفي، إلا أن القبائل، بفطرتها الحرة، رفضت هذه الأيديولوجية الضيقة وكانت حائط الصد المنيع أمام هذا المد الفارسي الدخيل.”

القبيلة ودورها في إيواء النازحين ودعم المعركة الوطنية

لم يقتصر دور القبائل اليمنية على القتال والمقاومة، بل امتد ليشمل جمع الكلمة واحتضان النازحين من مناطق النزاع، ما يعكس القيم النبيلة التي تتمتع بها القبيلة اليمنية في التضامن والتكاتف. وأوضح الشيخ ذويد أن قبائل مأرب والجوف كانت نموذجًا مشرفًا في هذا المجال، حيث فتحت أبوابها لاستقبال أبناء القبائل الذين شردتهم آلة الحرب الحوثية.

كما أشار إلى دور القبائل في تشكيل جبهات المقاومة من خلال إنشاء مطارح نخلا، التي أعلنت موقفها الصارم بشعار “لن تمروا إلا على أجسادنا”، داعية إلى النكف القبلي لمواجهة العدوان الحوثي والدفاع عن الجمهورية والدولة والشرعية الدستورية.

القبيلة.. هوية راسخة ومستقبل مشرق

أكد الشيخ خالد ذويد أن القبيلة ستظل رمزًا للهوية اليمنية وركيزة أساسية للحفاظ على وحدة الوطن. وأضاف:

“رغم التحديات التي مرت بها اليمن، ما يزال رجال القبائل يواصلون الدفاع عن أرضهم وهويتهم، في ميادين البطولة والشرف، محافظين على القيم والعادات النبيلة التي ميزت القبيلة اليمنية عبر مختلف العصور.”

وشدد على أن الدولة تراهن على القبيلة بوصفها خط الدفاع الأول ضد كل من يسعى لتمزيق الوطن، مؤكدًا أنها ستظل القوة الشعبية القادرة على حسم المعارك وصناعة التحولات التاريخية.

القبيلة والجمهورية.. تحالفٌ تاريخي لا ينكسر

في كلمة جماهيرية ألقاها خلال احتفالية بذكرى ثورة 1948، شدد الشيخ باقي عمير النمشة، أحد مشايخ ووجهاء محافظة حجة، على أن القبيلة اليمنية كانت وما زالت رافعة لمشعل الثورة وحاميةً للجمهورية، واستعرض الدور التاريخي للقبائل اليمنية في مواجهة المشاريع الإمامية، مشيرًا إلى أن ثورة 1948 بقيادة الشيخ علي ناصر القردعي كانت أول حركة ثورية عربية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أعادت تشكيل الوعي الجمعي لليمنيين، وكانت نابعةً من صميم القبيلة.

وأكد الشيخ النمشة أن القبيلة اليمنية ظلت “رأس الحربة” في مواجهة الظلم، مستشهدًا بصمود قبائل مأرب وحجور والجوف، التي حوّلت مناطقها إلى “قبلة الأحرار” و**”مقبرة الغزاة”**.

وفي ختام كلمته، دعا النمشة جميع اليمنيين إلى التلاحم خلف الجيش الوطني، مشددًا على أن التحالف بين القبيلة والنظام الجمهوري هو “النهر الدفاق” الذي يمد الجيش الوطني بالمقاتلين والموارد. وقال:

“عاشت اليمن حرةً، والخلود لشهدائنا الذين رووا بدمائهم تراب الوطن.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى