آخر مسمار نظام الملالي
محمد محسن يعقوب”وكيل محافظة حجة”:
بين التحولات الميدانية في كل من غزة وسوريا والسودان .. وبوادر الوعي العربي الذي تجلى في مواقف سياسية لكل من السعودية وقطر ومصر والاردن وتصرفهم بمسؤولية متناهية الدقة والإحكام إزاء مختلف هذه الملفات..
يضاف إلى ذلك فاعلية السياسة التركية التي اتخذت قرارات جريئة وفرضت حضورا قويا واسع التأثير يصعب تجاهله او تجاوزه .. واحتدام التنافس الصيني الأمريكي في مختلف المجالات واتجاه ترامب نحو ترتيب الوضع الأمريكي من خلال سياسة التوسع في دول الجوار بالقارتين الأمريكيتين وقناعته أن اقرب الطرق لحسم السباق مع الصين هو ضم دول جديدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ككندا .. وغيرها.. وهذا التوجه سيستهلك الإدارة الأمريكية لفترة زمنية ليست بالقصيرة في نظر كثير من المراقبين ..
ما أريد قوله هنا أن هذه الفترة تمنح الدول العربية والقوى الإسلامية فرصة لاتعوض لفرض مشروع عربي إسلامي ينهي ما تبقى من الجيوب الإيرانية ويقلص مساحة الهيمنة الأمريكية والغربية ويضع حد لأدواتها التخريبية في المنطقة وتنظيفها منهم.
كما أظنها فرصة مواتية للتخلص من هاجس التخوف الذي طغى على شعوب المنطقة من الهوية السياسية للفاعلين من التيارات الإسلامية والتي أثبتت الأحداث أنهم اقرب للحليف وأصدق في التوجه والقول والفعل نحو دول المنطقة العربية ومصالحها الرئيسية وعلى رأسها دول الخليج ومصر والأردن ..
يشجع على هذا عدد من المعطيات ياتي في مقدمتها الإنكسار الإيراني والتشتت الذهني والأمني الذي تعيشه على مستوى البنية الداخلية للنظام او تهاوي أذرعها وفجيعتها بهم وهي بلا شك تحتاج إلى فترة للتعافي من هذا الرعاش ..
كما أن هناك فوضى ملفات على طاولة الإدارة الأمريكية الجديدة يمكن ان تكون سببا في إغراق الأمريكان والدول المجاورة لها ودول اوربية معنية بهذه الملفات في خلافات واسعة ..
ومعطى آخر في القارة الأوربية والذي يتمثل في إنشغالها بالملف الأوكراني وحالة الخوف المسيطرة عليها من توجه ترامب لحسم ملف الحرب الأوكرانية من خلال منح “بوتين” الأرض مقابل إيقاف الحرب.
كل هذا وغيره يجعل من أولى الأولويات العربية والإسلامية هو حسم المعركة في اليمن وبتر ذراع إيران فيها وعدم تأجيل هذه المعركة التي ستكون آخر مسمار في نعش نظام الملالي المهلهل والمخترق والمهزوز.
وإعادة بناء غزة ودعم الصمود الفلسطيني الذي يشكل حائط صد لكبح جماح إسرائيل كمسألة أمن قومي عربي..
واستمرار دعم السودان لتحقيق الأمن والاستقرار وفرض سلطة الدولة.
// من صفحة الكاتب على الفيسبوك..