ما بعد قرار التصنيف
عبدالسلام محمد:
قبل يومين التقيت بمسؤول أمريكي، وسألني هل الحوثي سيتوقف عن عملياته في البحر الأحمر بعد اتفاق إنهاء حرب غزة، فسألته، حتى لو استغل الحوثي الفرصة وأعلن إيقاف عملياته، لإعادة بناء صورته الذهنية بعيدا عن إيران حاليا، هل انتهى تهديده في مضيق باب المندب؟ قال ، لا، قلت إذن المشكلة في بقاء التهديد الاستراتيجي لخطوط الملاحة الدولية، والعمليات ليست سوى تكتيك اختبرت إيران قدرتها في إغلاق البحر الأحمر، وسيتكرر الأمر متى ما أراد الحوثي أو أرادت إيران، أو حلفاؤها الدوليين !
اليوم يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وهو التصنيف الأعلى من تصنيف بايدن، الذي يضمن ملاحقة كل من يشارك في تمويل أو دعم الحوثيين .
الأمر التنفيذي لترامب الذي”يحدد الحوثيين، تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية “، أكد دعم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لهم للقيام بعمليات ضد سفن البحرية الأمريكية، و السفن التجارية العابرة لباب المندب وإجبار حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر على إعادة توجيهها، مما ساهم في التضخم العالمي.
كما تطرق القرار لعمليات الحوثيين ضد المنشئات المدنية اليمنية والسعودية والإماراتية، وأكد أن سياسة الولايات المتحدة التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين، وحرمانهم من الموارد، ما يعني أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في عمر جماعة الحوثيين.
الأخطر في القرار هو ملاحقته لمن تورط في دعم الحوثيين من المنظمات المحلية والدولية الشريكة مع وكالة التنمية الأمريكية.
حيث قال القرار ” بعد تصنيف لأنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية، يقوم وزير الخارجية ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بمراجعة مشتركة لشركاء الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمقاولين الذين تعمل معهم الوكالة في اليمن، وتحديد أي كيانات لها صلة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والت قامت بدفع مبالغ للحوثيين أو لكيانات حكومية تخضع لسيطرتهم؛ أو انتقدت الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين مع الفشل في توثيق انتهاكاتهم بشكل كافٍ.”
هذه الفقرة مرعبة للمنظمات المحلية والدولية المتورطة سرا بدعم الحوثي، بالذات المنظمات التي سيطرت على التمويلات في اليمن وتورطت مع للحوثيين، وهي ثلاث منظمات معروفة، وسننتظر إن كانت العقوبات تصلها، أو على الاقل توقيف تمويلاتها أم لا!
- نقلا من صفحة الكاتب على الفيسبوك..