كتابات

حين رُفعت الراية البيضاء.. لمن تُركت غزة؟

محمد العميسي:

هل أوقف الحوثيون العدوان على غزة؟
هل استطاعوا حماية مقدرات اليمن وشعبه؟
الجواب لا.

هل قَتل الحوثيون إسرائيليًا واحدًا؟ أو حتى أمريكيًا؟
الجواب أيضًا لا.

لكنهم – بكل جرأة – يخرجون اليوم ليعلنوا “إيقاف العمليات”.
طيب… والآن، بعد أن دُمّرت البنى التحتية لليمن، وارتفعت الأسعار، وجاعت العائلات، وتفككت الخدمات… لمن تُركت غزة؟
ولماذا توقفت تلك العمليات المزعومة؟

الحقيقة التي لم يعُد من المجدي إخفاؤها، أن الحوثي لم يكن في يوم من الأيام مشغولًا حقًا بغزة، ولا مهتمًا فعليًا باليمن.
كان مجرد أداة، ورقة ضغط في يد إيران، تُستخدم حين تشاء، وتُطوى حين يحين وقت المقايضة.

منذ بداية الحرب على غزة، حاول الحوثي أن يظهر نفسه حامي القضايا، ومقاوم الطغيان، لكنه لم يكن إلا مَن يوجَّه من بعيد، ليس إلى القدس… بل إلى مصالح طهران.
وبعد أن استُخدمت هذه الورقة جيدًا في طاولة التفاوض بين إيران وأمريكا، انتهت المسرحية، وانسحبت السفينة التي كانت ترفع شعار “نصرة فلسطين”، لترسو بهدوء على شاطئ طهران، وتُسلِّم راية المقاومة البيضاء، دون أن يسقط من العدو قتيلاً واحدًا!

هل كانت دماء اليمنيين، وأحلامهم، ولقمة أطفالهم، مجرد وسيلة لتلميع صورة زائفة؟
هل تحولت فلسطين إلى شعار يُرفع حين يحتاجه الآخرون، ويُخفَض حين تُبرم الصفقات؟

ما حدث يُثبت – بلا شك – أن المشروع الحوثي ليس مشروع أمة، ولا مشروع مقاومة، بل هو مشروع تبعية، ومخطط خدمة لمصالح خارجية، حتى وإن كانت النتيجة أن يُنهَك اليمن، ويُخذَل الشعب الفلسطيني.

غزة ليست ورقة تفاوض… وغزة لن تُباع في سوق المصالح الإقليمية.
وغدًا ستتكشف بقية الوجوه… لكن بعد أن تكون الأثمان قد دُفعت من دماء البسطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى