كتابات

القيمة الكبيرة لمفردة “الوحدة”

محمد محسن يعقوب:

القيمة الكبيرة لمفردة “الوحدة” على الصعيد السياسي والأخلاقي جعل منها شعار عام تردده وتتمسك به كل المشاريع السياسية.. العريق منها و الصاعد ..
على مر التاريخ السياسي لم تمجد الشعوب والأمم الفرقة والتمزيق .. بل مجدت وفاخرت بالتراص والتعاضد والاصطفاف.
دعونا من الحديث عن القيم .. ولنتكلم بحسابات السياسة في ذكرى إعادة توحيد اليمن 22من مايو 1990م..
ولنا ان نطرح سؤال .. ماذا ستقدمون بمشروع الإنفصال للارض والإنسان؟
فلابيئة ثورية ولا استجابة شعبية ولا اجماع وطني ستبني عليه دولة تحلم بها .. وفي ظل انعدام هذه المقومات فانت ذاهب في مغامرة .. بل بالعكس انت تشرعن لمزيد من التفتيت فالذي سيشرعن انفصالك سيشرعن انفصال غيرك عنك .. ما الفرق؟ هل سيكون حلال لك حرام على غيرك؟
وحين تلتف للظروف التي تحيط بك ماذا تجد؟
إيران مصوبة بنادقها اليك بل وتقتل فيك وعلى مقربة منك في لحج وعقبة ثرة و الضالع وغيرها .. هل ستبني دولة وهي تتفرج ؟
أم ستكون دولتك الناشئة بمثابة صيد وديع تتعشى به وتطل من خلاله على البحر العربي ..
وماذا عن القاعدة ومخططاتها؟!!
وماذا لو تحركت وحققت تمددا جغرافيا واستخدمت علاقتها العميقة مع مليشيات الحوثي وإيران اين ستجد نفسك؟
ستجد نفسك وسط زوبعة دولية وتحالفات عسكرية لاترى نفسك وسطها ولن تتمكن من إيقاف جنونها واطماعها .. يمكن حينها تدرك انك ارتكبت حماقة سياسية كما ارتكبها أطراف ما قبل 2014م وتفقد حلمك بدولة وسلطة.. كما فقدوا صنعاء والحديدة..
يدرك العالم والأقليم والحاضر والغائب أن هناك استحالة منطقية وأمنية ووطنية واقتصادية لإعادة تقسيم اليمن..
يتمسك اليمنيون في كل أنحاء اليمن بالوحدة كطوق نجاة من الضياع ومأمن من التشتت والذوبان في المشاريع الكبيرة التي تدير عجلاتها الطواحين الدولية الكبيرة ..
لا أحد يحسب حساب الشعارات اليوم .. يحسب الناس اليوم للبقاء والاستمرار كمشروع دولة واحدة يجب حمايته وابقاءه واصلاحه وتطويره ..
يتطلع الناس إلى أبسط وأدنى حد من الخدمات الأساسية .. التي يجب أن تكون هم الجميع بدلا من النقمة من التاريخ والاتفاق والاعلان والصورة والذكرى والعلم.
كل منظومات الخدمات تتلاشى أمام ناظر الجميع والجميع يحلم بالأوهام .. غير مدركين أن مشروعية الدولة هي هذه الخدمات..
سنقف جميعا ثابتين إن كنا نريد البقاء حتى يحدث تحولا واسعا يمنح فرصة للجميع للتفكير من جديد وسيكون الأمر حينه بحيثياته وواقعه متاح للرفاق بكل اختياراته لإعادة الحسبة وتقدير الأمور..
#تحية_للرفاق_من_الأعماق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى