كتابات

الألغام.. الموت الكامن الذي يفتك بالأبرياء

حاتم الدوة:

في كل زاوية من أرضنا الحبيبة، وفي كل منطقة وطأتها جماعة الحوثي الإرهابية، يبقى هناك خطر مستتر لا يُرى بالعين المجردة، لكنه قادر على حصد الأرواح وإعاقة الحياة. إنه “الموت الكامن”، الألغام التي تختبئ تحت التراب، تنتظر ضحاياها دون تمييز.

رغم تحرير العديد من المديريات والعُزل في شمال محافظة حجة، لا تزال الألغام شاهدة على حجم الدمار الذي خلفته جماعة الحوثي الإرهابية. فهي تواصل حصد الأرواح، وتشويه الأجساد، وزرع الرعب في قلوب الأهالي. لقد فقد آلاف الأشخاص حياتهم أو أُصيبوا بإعاقات دائمة بسبب هذه القنابل القاتلة التي تهدد المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، الذين قد لا يدركون خطورتها.

في محافظات عدة، ومنها حجة، تنتشر الألغام في الطرقات والحقول وحتى قرب المنازل، مما يجعل كل خطوة محفوفة بالمخاطر. المزارعون يخشون حرث أراضيهم، والرعاة يخافون على ماشيتهم، والأطفال يلهون وسط حقول الموت دون وعي بالخطر المحدق. هذه الحرب لا تقتصر على الخسائر البشرية فحسب، بل تمتد لتشل حياة السكان، وتحرمهم من ممارسة حياتهم الطبيعية بحرية وأمان.

لمواجهة هذا التهديد، لا بد من تكثيف الوعي المجتمعي بمخاطر الألغام، وتعليم الأهالي—خاصة الأطفال—تجنب أي جسم غريب، وإبلاغ الجهات المختصة فورًا عن أي أجسام مشبوهة. كما ينبغي على المشايخ والأعيان وقادة المجتمع المحلي لعب دور في نشر التوعية، والتعاون مع الجهات المختصة لتحديد المناطق الخطرة والمساعدة في جهود الإزالة.

ورغم الجهود المبذولة من قبل فرق نزع الألغام، إلا أن حجم الكارثة يستدعي تحركًا أسرع وأكثر فاعلية. لذا، نوجه نداءً عاجلًا للمنظمات الدولية والجهات المعنية، وعلى رأسها برنامج مسام لنزع الألغام، لتكثيف جهود المسح والتطهير. فكل يوم يمر دون إزالة هذه القنابل المدفونة يعني سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.

إن تطهير الأرض من الألغام ليس مجرد واجب إنساني، بل هو مسؤولية أخلاقية تجاه الضحايا وتجاه الأجيال القادمة التي تستحق أن تعيش بأمان. يجب أن تستمر الضغوط على الجهات المعنية، وأن تتواصل الجهود حتى تصبح أرضنا خالية من هذا الموت الصامت الذي يترصد الأبرياء.

كفى قتلاً وتشريدًا.. آن الأوان لاجتثاث هذا الخطر من جذوره!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى