الوجع والثورة… صراع الشعوب نحو الحرية والتغيير
محمد محسن يعقوب”وكيل محافظة حجة”:
لا يحاكم الغمام .. بل يحاكم الجدب
لا تزدرى التطلعات بل تزدرى التباينات.
لا ترمى الذنوب على الشعوب بل تلصق وتكتب في جبين من اضطر هذه الشعوب للخروج ورفع الصوت.
لا تقاس مخرجات الثورات بفشل النخب وتعجرف الساسة بل تقاس بطهرها ونقائها وقيمها وامتدادها الفكري والسياسي والشعبي.
شوهت ثورات الشعوب على مدى العصور المتتالية ومن قبل شوهت كل الرسالات وكل المصلحين وكل رموز التغيير .. فأنتهى الطباخون المشيطنون وذابوا.. وكان الخلود من نصيب الرسالات والثورات والقيم والتطلعات والشعر والترانيم ..
إن تجذر الايمان بمكرمات الله على عباده والتي تعد “الحرية” كقيمة ربانية إنسانية من أسماها وأعلاها .. لايعد إيمانا شاذا ولا مذهبا ضالا ولابدعة منكرة .. بل هو الأصل والطبيعة السوية والجبلة السمحة..
ولأننا في اليمن وفي ذكرى 11 من فبراير يوم تدفق الشعب وملأ الميادين واتجه صوب العدل والسلام وهو يرمق النور ويحمل آماله الممزوجة بأوجاعه.. تفاجأ بالظلام يسد دربه ويشتت خطاه فقد وقفت إيران بعمائم دجلها واحقر مرتزقتها واقبح مشاريعها.. في وجهه تحتل وتقتل وتشرد.
وقفت المشاريع الضيقة .. وآلة التشويه الغربية الأمريكية .. وحالة التنافس الإقليمي المفرطة .. وتجاذبات الداخل .. والمال المدنس .. وحالة الإستقطاب الكبيرة للمكونات السياسية .. ورداءة القائد .. وانتهازية المتضرر و نقمته .. كل هذه حولت مسار زحف النور إلى حالة إشعاعية متعددة الألوان وحالت بين الوصول إلى مربع النجاة وسبيل الخلاص.
إن من صور نضال شعب بإنه مؤامرة كونية لالتهام المنطقة وتهديد أنظمتها .. ونشر الفوضى فيها .. هي م “المخابرات الأمريكية” التي ترى في افاقة شعوب المنطقة العربية ومحيطها خطرا حقيقيا علي امريكا والنظام الرأسمالي.. وما صنعت أمريكا إسرائيل إلا لتكون أداة إرجاف ومعول تخريب في المنطقة لينعدم أمنها وتكثر نزاعاتها ..
تخيلوا معي لو تم التدقيق في تقارير المخابرات الوارد منها والمنصرف الخارجي والمحلي في تلك الفترة وحوكمت إلى معايير مهنية فقط فضلا من أن تحاكم إلى معايير أخلاقية وإنسانية .. اقسم جازما أن جل ما ورد فيها لايساوي الحبر الذي كتبت به وكل ما ورد فيها زيف سريع حسب موجه واحد هو الإنقضاض على التدفق الثوري النقي وتشتيت مجراه وحرمان الشعوب من الشرب منه او حتى الحلم به.
الخلاصة الشعوب لاتلام ..
يلام من اوصلها الى نقطة الإنفجار
من ضغط على جرحها حتى انفجر
من تمادى في تجاهلها حتى اضطرت للجهر بالسوء واسماع ضمير الكون أنينها..بغض النظر عما انجزت هذه الثورات وما افرزت فالمواجهات استمرت ومتزج الجوع بالموت واختلطت الدموع بالبارود وبكت الأشلاء بعضها على بعض ..
لم يستفد احد من حالة النقمة المفرطة سوى النكسة والخيبة والتردي والتشرذم ..
واليقين من هذا كله أن الهدير والغمام والتدفق والتطلع والانبعاث والتحرر .. وكل مفردات النور وكل حروف الثورة أصبحت مشروع الأرض والجيل والزهر والرمل و شعار الحياة والموت ..
من صفحة الكاتب على الفيسبوك…///