أخبار المحافظةرياضة

صناعة الفرح من رحم المعاناة….حيران نموذجاً للبهجة الذاتية

حيران – محمد كديش:

في خضم الظروف القاسية والتحديات التي تفرضها الحياة، تبرز قصص إنسانية ملهمة عن قدرة المجتمعات على ابتكار الفرح من رحم المعاناة، وبجهود ذاتية بسيطة.
هذه القصص ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي شهادات حية على مرونة الروح البشرية وقوة التكاتف المجتمعي في مواجهة الشدائد.

في حيران، وعلى ملعب السادة، اختتمت مؤخراً بطولة الشهيد الوطن التربوي والرياضي/ علي فقيه، التي تنافست فيها سبع فرق على مدار شهرين كاملين.
توج فريق الوداد بطلاً بعد فوزه على فريق العروبة بهدفين نظيفين في المباراة النهائية.

هذا الحدث الرياضي لم يكن مجرد منافسة على كأس، بل كان شرياناً يضخ الحياة والأمل في قلوب أبناء المنطقة.
يأتي هذا الاختتام بعد يومين فقط من إسدال الستار على بطولة الأخوة والصداقة في قرية الظهر المجاورة، مما يؤكد أن هذه الروح ليست حدثاً فردياً، بل هي نهج مجتمعي متواصل.

اللافت للنظر في كلتا البطولتين هو الحضور الجماهيري الغفير من مختلف الفئات العمرية، من الشباب المتحمس إلى كبار السن الذين أتوا لمشاركة الفرحة.

هذا الحضور الكثيف يعكس رغبة عميقة في صناعة البهجة، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية والحصار الذي تعانيه المنطقة جراء الحرب، وغياب المتنزهات الطبيعية والحدائق التي عادة ما تكون متنفساً للمجتمع.

وفي كلمة ، تحدث عبدالله محمد علي، أحد أعضاء اللجنة المنظمة، مؤكداً أن “الرياضة ليست مجرد فوز أو خسارة، وإنما الهدف من هذه الأنشطة الرياضية هو ترسيخ روح الإخاء والتلاحم والتكاتف في بناء المجتمع”.
هذه الكلمات تلخص جوهر ما يحدث في مديرية حيران؛ فالرياضة هنا تتجاوز كونها لعبة، لتصبح أداة قوية لتعزيز الروابط الاجتماعية وبناء جسور التضامن.
كما دعا الجهات المعنية إلى دعم هذه المواهب الرياضية، إيماناً منه بأهمية الاستثمار في الشباب كركيزة أساسية للمستقبل.
وفي ختام البطولة، قدمت اللجنة المنظمة، ممثلة بالأستاذ علي مخاوي، والكابتن عبده خميسي، والأستاذ أحمد طويل، ومحمد حاضري، وعبدالله جبلي، الشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذا العرس الرياضي، ثم جرى تكريم الفريقين الفائز والخاسر، في لفتة تؤكد على الروح الرياضية والقيم النبيلة التي سعت البطولة لترسيخها.

إن ما يحدث في مديرية حيران هو مثال ساطع على أن الفرح ليس دائماً بحاجة إلى موارد ضخمة أو ظروف مثالية ليتحقق. إنه ينبع من الإرادة الجماعية، من الإيمان بأن الحياة تستحق أن تُعاش بكل ما فيها من تحديات، ومن القدرة على تحويل الألم إلى أمل، والمعاناة إلى مناسبات للاحتفال بالحياة والتكاتف.

إنها “صناعة الفرح” بأبهى صورها، حيث تُنسج خيوط السعادة من نسيج الصمود والإصرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى