حين أخذ الإصلاح بيدي
محمد محسن يعقوب “وكيل محافظة حجة”:
كنت شابا يتيما أعيش بين مدرسة بعيدة وحقول زراعية متناثرة على قمم الجبال المتباعدة.
لا أصادق أحدا سوى حقيبتي المدرسية وتلك الطرق المنحدرة بين المزارع في قريتي الفقيرة لكل شيء سوى الصخور.
أخذ الإصلاح بيدي إلى ساحة كلها عمل وجهد وفكر وتنوير ووجدت نفسي في ميادين عدة كميدان العمل الإجتماعي و الإداري و السياسي والإنساني أخوضها بلا تجربة ولا عدة.
إن مما يجدر قوله أن كثيرا من معاني الحياة وأسلوب التفكير ومنهجية الصبر واحترام الآخر وتجاوز الخلافات وبناء التحالفات تلقيتها كغيري من منهجية الإصلاح وتراثه الفكري.
أتذكر في بداياتي ونيابة عن الإصلاح حاورت قيادات حزبية واجتماعية من ابناء منطقتي مرات عديدة بلسان عيي وجعبة خاوية من الحجج والأفكار مليئة بالحماس وكنت أهزم أمامهم في كل مرة وأسمع الضحكات من حولي لأني تلعثمت ولم أتمكن من إثبات حجتي أو البرهنة على أحقية فكرتي.
كنت كلما انكسرت نفسيا أخذ الإصلاح بيدي من جديد وبدد ظلمات التردد بنور المعرفة و وجهنا لخدمة الناس وبذل المعروف لهم بدلا من الجدال والخصومة معهم.
خضت وثلة من الرفاق أكثر من أربع محطات انتخابية في عدد من مراكز قرانا الإنتخابية وكنا نخسرها في كل مرة ونعود إلى منازلنا تحت مفرقعات النصر التي تملأ الأجواء يطلقها أنصار الحزب المنافس فتهدنا الخسارة ويفتك بنا الغبن ونود الإنعزال ونهرب من أعين الناس ؛ ولولا أننا نضطر لمواجهة الناس من أول صلاة جمعة تتلو عملية الإنتخابات لما رأونا لمدة من الزمن.
واليوم ونحن في الذكرى 35 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح ارى الآلاف المؤلفة من شباب اليمن ورجاله وقادته وأبطاله وفرسان ميادينه متشبثين بانتماء طفولتهم ومستمرون في دربهم الوطني اليمني الخالص الذي رسمه لهم الإصلاح وفتح لهم آفاقه.
في هذه الذكرى نرى الإصلاح يضفي على مساحات نضالنا ومعركتنا ومتارسنا وطنية صافية خالصة ذابت فيها أنفسنا وأرواحنا وأعلينا فيها راية الوطن ورفعنا شعاره وسقيناه دما زاكيا طاهرا.
إننا يا ذكرانا 35 نبذل الوسع لحماية إرث كبير وتاريخ عريض أنجزه عدد كبير من قبائل اليمن ورجال فكرها وقادتها ورموزها الساسية وطلابها ونسائها .. بعرقهم أحيانا وبدمائهم أحيانا أخرى.
التفت خلفي في الذكرى 35 لتأسيس الإصلاح وأرى جيلا كاملا على امتداد اليمن كل اليمن بناه الإصلاح يتراءا كأنه زحف بشري يحفه النور ويظله الوطن.
جيل كلهم امتنان وانتماء وانتظام وانسجام يجمعهم اليمن الكبير والإرث اليمني والملاحم والبطولات السبئية والحميرية.
التفت وأرى ركب مهيب من شهداء الإصلاح في معركة الوطن يتباهون بالفوز ويبشرون موكب الوطن بالنصر المبين.
التفت لأرى جرحى ومعاقين على كراسيهم يدبون عليها فتسري فينا روح الثبات ومعاني الصمود والإصرار.
ركب كبير منتشر مستبشر متهلل وثاب وضاء متراص يسر الوطن وتتباهى به جباله وسهوله.
فإن قدر لك أن تسال أحدهم ما اعطاكم الإصلاح؟
فسيقولون لك أخذ بأيدينا نحو قضايا الوطن وهموم الناس.
منحنا ذواتنا الفكرية وقيمنا الإنسانية وهويتنا اليمنية.
بث الإصلاح فينا روح المحبة وصفاء السريرة وغرس في أعماقنا أن اليمن محور إرتكازنا وكل ولائنا.
فإن قلت ما ترون في الإصلاح؟
لقالوا نرى فيه قائدا مقتدرا للتحول المنشود وحامي مؤتمن للوطن وثوابته.
نرى فيه معركتنا وأوجاعها وآلآمها ومسؤولياتها.
نرى فيه ومعه وبه مستقبل الوطن وأمل التحرير وحلم الدولة المدنية الحديثة.
ونرى فيه التعايش والسلام والبناء والنهوض.
ثم يقولون لك دعك من هذا كله ( نحن لا نستطيع حتى تخيل اليمن بدون الإصلاح).
#الذكرى35_لتاسيس_الاصلاح