افيقوا .. قبل فوات الأوان

محمد محسن يعقوب”وكيل محافظة حجة”:

أيها المتفرجون على غزة الجائعة المحترقة.
أنتم بهذا الخذلان الأحمق تهدون مقومات أمة لها ألف وأربعمائة عام ونيف معتزة بدينها وانتمائها وتاريخها وأمجادها وأرضها.

أنتم تميتون أمة قوامها ملياري مسلم كلهم باتوا يتمزقون ألما ويذوبون كمدا ويلعنون هذا الحقد الأرعن الذي ينتقم من الثكالى والأطفال الأبرياء وتلعن عجزكم وتلهيكم وقسوة قلوبكم.

إذا استمر الوضع هكذا فلن تحكموا بشرا بل أخشابا خانعة منكسرة تترقب ماذا يقرر بني صهيون في مصيرها ويترقبون الساعة التي سيجوعون فيها هم وأطفالهم وما تبقى من نبض حياة فيهم.

أمة لن تثق بكم ولا يهمها خطاباتكم ولا مواكبكم ولا مؤتمرات فخامتكم… وان تعلقتم باستار الكعبة الف عام..
أمة تجاملكم أو تخاف بطشكم لكنهم مرعوبون مهزومون مذبوحون من أعماقهم يخشون الصهاينة وآلة حربهم الملعونة التي يمتلكونها وستجدون شعوبا هلامية كرتونية يسكنها الضعف وتبحث عن السلامة.

ستبقون حكاما على أمة الرماد والفتات أمة مرعوبة مفجوعة خائفة منكسرة مهزوزة ضعيفة.

أتدركون .. أن الصهاينة ينهون كل ما انجز تم وعمرتم من خلال تجويع صغار غزة وتركهم يموتون في قارعة الطريق وعلى ابواب المشافي وفي نقاط توزيع المساعدات الوهمية .. هذا رعب مدروس ومخطط له ليس لغزة وأهلها بل لكل مسلم في اصقاع الأرض..

هذه المشاهد يصعب مسحها من ذاكرة الأجيال..
حضارتنا تموت
فكرنا يسحق
تاريخ أمتنا يمزق ويحرق
كل شيء فينا ينتهي
كل عرق فينا يموت
كل رمق فينا يتحسر
افيقوا .. افيقوا .. قبل فوات الأوان.. اكسروا هذا الحصار الجبان مهما كانت الخسائر التي ستلحق بكم لكنها أهون من الموت الجماعي لأمة الإسلام وشعوبها..