كتابات

في الذكرى الرابعة لاستشهاد القادة الأبطال .. دروسٌ في البناء وتعميق روح الوطنية والفداء

العميد عبدالله أحمد الصبري”قائد قوات الأمن الخاصة”:

تمرّ علينا الذكرى الرابعة لاستشهاد القادة الأبطال، العميد عبد الغني شعلان، والعميد نوفل، والعميد صالح الأضمد، ورفاقهم الأوفياء، الذين سطروا بدمائهم الطاهرة ملاحم بطولية مثلت ملامح النضال الحقيقي، وأثبتت أن العمل المؤسسي هو الركيزة الصلبة التي تقوم عليها الدول، وهو الضمان الأقوى لحفظ المنجزات والمبادئ الوطنية، مهما بلغت التحديات.

النهج المؤسسي… جوهر البقاء والاستمرارية

لقد كان استشهاد القائد شعلان ورفاقه اختبارًا حقيقيًا لقوة المؤسسات الأمنية والعسكرية، فجاءت النتيجة ساطعة: تمثلت في تماسك الصفوف، واستمرارية الإنجاز، وقدرةٌ فائقة على مواجهة التحديات، وشلت حركة الخلايا الإرهابية والتخريبية بضربات قاضية وبكل حزم.
وهذا دليلٌ على أن البناء الصحيح للدولة لا يعتمد على الأفراد فقط، بل على ترسيخ منظومة مؤسسية صلبة قادرة على الصمود والمضي قدمًا رغم كل التحديات.

المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار
لقد علّمنا شهداؤنا الأبرار أن الولاء للوطن هو البوصلة الحقيقية في كل عمل وإنجاز، وأن بناء الدولة العادلة التي تحقق المساواة وتصون الحقوق هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
كانوا قادةً لا يعرفون التحيز إلا للوطن، وكانت استشاراتهم محل ثقة الجميع، سواء في الجوانب العسكرية، أو الاجتماعية، أو حتى في حل النزاعات القبلية. لقد جسّدوا شكل الدولة في أسمى معانيها، فكانوا المرجعية التي يستند إليها الجميع، والتي أنصفت الجميع.

“ما لم يكن المواطن آمنًا… فما هي مهمتنا؟”

بهذه العبارة الخالدة، كان الشهيد عبدالغني شعلان يعبّر عن جوهر المهمة الأمنية التي نذر حياته لأجلها. لقد آمن أن الأمن ليس مجرد إجراءات وقوانين، بل هو مسؤولية تجاه الإنسان وكرامته وحريته، وأن الدولة الحقيقية هي التي توفر لمواطنيها الشعور بالأمان والثقة في المستقبل، ومن هذه النقطة، كانت الإنطلاقة وكان الحزم في مواجهة الجريمة والإرهاب، توازياً مع تواضعهم وقربهم من عامة الناس، فخلقوا بيئةً من التعاون والثقة جعلت المجرم مرتبكًا، والخارج عن القانون يدرك أن العدالة لا محالة واقعة.

القيادة الحقيقية… حزمٌ وعدلٌ وتواضع
إن القيادة التي تُهاب بحب، هي القيادة التي تُحدث الفرق، ولم يكن الشهيد شعلان ورفاقه مجرد قادة يحملون الرتب العسكرية فحسب، بل كانوا قدوةً في البساطة والقرب من الناس، في بسط قِيم العدل الذي لا يميز بين قوي وضعيف، وفي الحكمة التي جعلت قراراتهم مرجعًا للجميع. لقد أدركوا أن القيادة ليست استعراضًا للسلطة، بل مسؤولية تُبنى على الثقة والتعاون، وبهذا استمالت اليهم القلوب، واستطاعوا تحقيق الأهداف والإنجازات.

المضي على درب الشهداء… طريق الانتصار

في ذكراهم الرابعة، نجدد العهد بأن تضحياتهم لن تذهب سدى، وأن المسير على خطاهم مستمر حتى يتحقق النصر، ويتحرر الوطن من براثن الكهنوت الإرهابي الذي جثم على جزء من أرضنا الطاهرة، إن متابعة السير على تلك الخُطى ليس خيارًا، بل هو واجبٌ وطني وأخلاقي، لأنهم لم يكونوا مجرد قادةٍ في معركة، بل كانوا مهندسي النماء والاستقرار، وصنّاع الأمل، وأبطال دولة العدالة والأمان.

رحم الله القادة الشهداء: العميد عبد الغني شعلان، والعميد نوفل، والعميد صالح الأضمد، والصلوي، وعبده أبو بكر، وكل من ارتقى في تلك المعركة البطولية، وكل الشهداء من مختلف الوحدات العسكرية والمقاومة الشعبية. دماؤهم الطاهرة رسمت لنا طريق العزة والكرامة، وستظل تضحياتهم منارةً نهتدي بها حتى يتحقق النصر المؤزر لوطننا الحبيب.

المجد للشهداء… والنصر للوطن.

 

//نقلا عن موقع “سبتمبر نت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى