كتابات

عندما تكون العداوة (مزدوجة)

الدكتور/عبدالحميد الاشول:

عندما تكون العداوة (مزدوجة)بين اsرائيك وإيران يبرز لأول مرة في تاريخ الحروب في العصر الحديث؛ غياب موقف المجتمع الدولي ، وانطباع المجتمع الإقليمي، والتداول الاجتماعي والشعبي في التصريح بعبارة(ندعو الطرفين التزام ضبط التفس) واستبدالها بعبارة هي الأكثر تداولا ؛ نكاية وسخرية في آن واحد (على الطرفين عدم التزام ضبط النفس) في إشارة إلى تشجيع الفريقين المتحاربين في استمرار الحرب، واستخدام مختلف أنواع الأسلحة ، مهما كان تأثير دمارها، فما عاد في مخيلة العقل البشري السوي انتاج أضرار أبشع من الأضرار والجرائم التي عصفت بهم وجرعتهم الويلات من الطرفين كليهما في الفترات الماضية.

ظلت اsرائيك تقصف وتعربد وتحرق غزة لأعوام بمختلف أنواع الأسلحة ولم تحرك إيران ساكنا ولا رفّ لها جفن، واكتفت هي وأذرعها المهووسبن بعظمتها بترديد شعارات جوفاء، وتجييش المجتمع ضد بعضه لصالح أهدافها، بل إن القائد الشهيد إسماعيل هنية استهدف على أرضها وفي حمايتها لكن دمه الزكي لم يبعث في ضمير أذناب الفرس ذرة انتقام، أو ردة فعل.

وفي المقابل استمرت إيران عبر عملائها تدمر وتشرد وتقتل وترتكب مختلف أصناف الجرائم بحق الشعوب العربية المسلمة في العراق ولبنان وسوريا واليمن ولم تكتف بذلك إنما وجهت زبانيتها في تلك الشعوب للقيام بأعمال تضر بمصالح شعوبهم وتخدم مصلحة إيران في كل موقف، وفي المقابل وقف المجتمع الدولي متفرجا منتشيا فاتحا ذراعيه لمحافل العهر التي اداروها وخططوا لها منذ الثمانينات الا من مواقف طفيفة ومخجلة لا تكاد ترقى لمستوى الحدث.
هكذا دارت الأمور طيلة السنوات الماضية، ودفعت الشعوب العربية في المنطقة ضريبة باهظة؛ فأفرزت تلك الأحداث عدوات مزدوجة تجاه الكيان الsهيوني (اsرائيل) من قبل العالم الإسلامي قاطبة، وتجاه الكيان الصفيوني (إيران) من قبل دول الشرق الأوسط؛ تحديدا من مسها الضر وألم بأهلها وشعوبها الحزن والدمار.

اليوم وبعد ارتكاب الطرفين الجرائم وتجاوز قادتها في الظلم الماحق، لا بد أن يقف المظلومون لحظة ينظرون فيها بشاعة أعدائهم وهول جرائمهم وفداحة تصرفهم من خلال ما تستخدمه تلك الدول المتصارعة على النفوذ من قوة جبارة تدك معاقل بعضهم وتنهك قواهم وتذيق بعضهم بأس بعض ليذوقوا العذاب الأليم.

شعوب العالم الحي لأول مرة تبارك هذا الصراع، وتدعو أن يستمر الوضع، ويتأزم الموقف ، ويتفاقم الحل وتضيق الرؤية حتى لا يتحقق اتفاق أو صلح، وحتى يبيد بعضهم بعضا .
هذا الانطباع لم يأت من فراغ فجميع الأحرار في العالم يدرك ان صراع إيران مع إsرائيل صراع نفوذ ولا ناقة للشعوب العربية فيه ولا جمل، وأن من ينتصر على الآخر سيتسبب في تغذية صراع مستقبلي لا يمنح شعوب المنطقة هدوءا ولا استقرارا على الإطلاق.

هم إذن أسوأ من بعض ، وحقدهم مشترك نحو الشعوب المسلمة لا غير ، وهدفهم تدمير بنى الشعوب المسلمة وهد مكانتها وجعلها تابعا لهم ومنفذا لرغباتهم.
وبعد أن أفرطت تلك الدول المتصارعة والقوى المتحاربة على النفوذ في عداوتها وبغضها؛ لم تترك قيد أنملة للتعاطف او للتضامن، فهما سيان في السوء وانموذجان متحدان في العداوة. وأي عداوة أكثر بؤسا عندما تتحد ضد الخصمين المتصارعين فلا يجدا نصيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى